التاريخ
يمتد تاريخ اليمن لما يزيد عن ثلاثة آلاف عام حيث يعتبر اليمن مهد أحد أقدم الحضارات في العالم. وقد اشتهرت المنطقة في العصور القديمة بكونها أحد المصادر الغنية بمواد التجارة الفاخرة والمثيرة كالبخور واللبان وشجرة المر والبهارات والتوابل. وتعاقبت العديد من الحضارات على حكم البلاد كحضارات معين وسبأ وحمير، على التوالي وسيطرت على تجارة التوابل والبهارات المربحة في الفترة بين القرن التاسع قبل الميلاد والقرن السادس الميلادي.
أما مدينة مأرب فقد كانت عاصمة مملكة سبأ، والتي حكمتها الملكة بلقيس، ملكة سبأ الشهيرة، لحقبة من الزمن. ويعتبر معبدها الكبير الموجود اليوم في مأرب مصدر جذب سياحي وتاريخي هام. وقد استمرت حضارة سبأ على مدار أربعة عشر قرناً واعتمدت بدرجة رئيسية على الزراعة وتجارة التوابل والبهارات. عمل سد مأرب ذو التصميم الهندسي المدهش، والذي تم تشييده في القرن الثامن، على توفير مصادر الري للمحاصيل الزراعية ولا يزال السد قائماً حتى اليوم بعد اثني عشر قرناً منذ بناءه. .
معبد الشمس لملكة سبأ
أطلق الروم الذين غزوا اليمن في القرن الأول قبل الميلاد عليها اسم "العربية السعيدة"، لما تتميز به من جبالٍ وأراضٍ خصبة دوناً عن بقية الأراضي الصحراوية لمنطقة الجزيرة العربية. وبحلول القرن السابع الميلادي وبعد وقوع المنطقة تحت فترة من الحكم الفارسي، دخل الإسلام إلى اليمن وتعاقب على حكمه منذ ذلك الحين العديد من الحكام والأئمة المسلمين حتى القرن السادس عشر الميلادي حين خضعت أجزاء من اليمن للحكم العثماني. وفي العام 1839م، وقعت الأجزاء الجنوبية والشرقية من البلاد تحت الاستعمار البريطاني وذلك عقب احتلال ميناء عدن في ذلك العام.
وظلّت مدينة عدن مستعمرة بريطانية خلال معظم القرن التاسع عشر الميلادي حيث تم آنذاك تعيين السلاطين للسيطرة على الأجزاء الجنوبية من البلاد حتى تم جلاء الاستعمار البريطاني في العام 1967م. وفي العام 1970م، تبنى جنوب اليمن الاشتراكية كنظام للحكم وتم تسمية البلاد "جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية". أما شمال اليمن، فقد انسحبت منه القوات التركية التابعة للإمبراطورية العثمانية في العام 1918م حكم بعدها الأئمة شمال اليمن حتى قيام الثورة في العام 1962م والتي أسفرت عن ميلاد "الجمهورية العربية اليمنية" آنذاك. وظلت التوتر الشديد مخيماً على علاقة شمال اليمن بجنوبه حتى العام 1988م حين بدأت محادثات توحيد البلدين اللذين أعلنا في شهر مايو من العام 1990م رسمياً توحيد شطري البلاد وتأسيس الجمهورية اليمنية..
موقع الجمهورية اليمنية
الجغرافيا
تتمتع اليمن بموقع استراتيجي على مضيق باب المندب ومثّلت على مدار 3,000 عام مركزاً ملاحياً رئيسياً كونها تربط بين البحر الأحمر، خليج عدن، والمحيط الهندي. وتصل مساحة اليمن إلى 527 ألف كم2، والتي تقارب مساحة فرنساً على سبيل المقارنة. تتمتع البلاد بشريطٍ ساحلي يزيد على 2000 كم يمتد على طول البحرين الأحمر والعربي. يحدّ اليمن من الشمال المملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان من جهة الشرق، وتقع كلاً من إريتريا والصومال وجيبوتي على مسافة قريبة من اليمن في الجهة المقابلة من البحر الأحمر.
وتعدّ قمة جبل النبي شعيب أعلى نقطة في اليمن، حيث يصل ارتفاعها إلى3,760 متر عن سطح البحر (12,336 قدم). وتقع صحراء الربع الخالي في شرق البلاد، ويطلق عليها هذا الاسم نظراً لانعدام مياه الأمطار فيها نتيجة وقوعها عند علو منخفض (أقل من 1,000م). وبشكل عام، تتميز اليمن بثلاثة أقاليم مناخية رئيسية؛ الصحراوية، الجبلية، والساحلية. تتمتع المناطق الجبلية بطقس جميل معتدل على مدار السنة حيث تتراوح درجة الحرارة بين 25 – 30 درجة مئوية خلال أشهر الصيف، بينما تنخفض إلى 5 – 10 درجات مئوية خلال أشهر الشتاء. كما تشتد الرياح الموسمية في المناطق الجبلية مرتين كل عام، الأولى في شهري مارس وإبريل والأخرى في شهري أغسطس وسبتمبر. أما في المنطقتين الساحلية والصحراوية، فترتفع درجات الحرارة والرطوبة في أشهر الصيف، لكن الجو يصبح أكثر لطفاً في الأوقات الأخرى من العام.
ومن حيث التضاريس الجغرافية، يمكن تقسيم اليمن إلى أربعة مناطق؛ المنخفضات الساحلية في كل من الغرب والجنوب؛ المرتفعات الغربية؛ المرتفعات الشرقية؛ والربع الخالي في شرق البلاد. ويقطن غالبية السكان إما في المناطق الجبلية أو الساحلية بينما يقطن أعدادا قليلة من السكان المناطق الصحراوية. .
|